الأخبار

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

عن الأديب شكري مصطفى أتحدث!


 هل يمنعنا الإنصاف أن ننصف مخالفا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان شاعرا أديبا. خالف أهل السنة في باب الأسماء والأحكام, ولم يكن منهجه خوارج صرف فبعضها قواعد اعتزالية وأخرى خارجية .. وليس ذاك كفرا على راجح القولين .. لكن الذي قتله طاغوت لا يختلف عليه أحد يعرف الكفر من الإيمان .. ولكم من مرجئ خسيس أو كافر هالك جعل من عرضه مائدة يطعم عليها .. وصار لائحة كل نائحة.
وكان السلف يقولون: [لفتنة الإرجاء أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة - أي الخوارج - ] ذكره ابن بطة في الإبانة]
كل هذا مع اعتبار التقلبات الفكرية والسياسية وضعف البنية العلمية قياسا على تلكم الحالة العارمة التي تضخ الكتب ضخا. عفا الله عنهم.
من أقواله:
    إذا أردنا أن نقيم الجماعة المسلمة الفاضلة فما علينا إلا أن نعود لندرس هذا الإسلام ونفهمه بالمفهوم الإسلامي الصحيح ثم نطبق مقتضيات هذا الفهم ونلتزم بالمنهاج الذي بينه لنا فلابد لقيام الإسلام من العمل بخط الإسلام. كتاب التبين.
كتبه:
وللأديب: كتاب التبين وكتاب الخلافة وله ديوان شعر مشهور منه: القصيدة المعروفة: [ومهاجر في الله ودع أهله].
وقصيدة: رسالة في ليلة النصر وكتبها بين جدران زنزانته وهي غاية في الروعة. ويقال إنه استلهمها من الشاعر هاشم الرفاعي من قصيدته [رسالة في ليلة التنفيذ] وأخشى حقيقة أن يتأثر به البعض بعد سماعه هذه القصيدة .. [حفظكم الله].
http://www.youtube.com/watch?v=LMRAygKPkm0

وأقول هذا لبيان حال ومقابلة لما يقال فيه, ولست أروم تقرير منهجه من حيث الخطأ والصواب. فسلوا لأنفسكم الثبات واشكروا الله على النجاة في الدنيا علكم تظفرون بها في الآخرة.
ـــــــــــــــ
#شكري_مصطفى [رحمه الله تعالى وتجاوز عنه].

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

أولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان: مشاهد وأنماط ج [10]



مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوهة ج [10]
أولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان: [1]

الحمد لله وحده:
كنا قد تحدثنا عن بعض المفاهيم الباطلة التي تحمل في طياتها مفاهيم أبطل منها وأخبث – بغض النظر عن عذر صاحبها سواء بتأويل أو بجهل أو كان معاندا أو كان من أئمة الكفر – وقد توقفنا عنها حينا خاصة مع تناغم كثير من الحركات النائمة – أي المسوغة لشرائع الطواغيت بحجة غياب الشريعة أو كون الديموقراطية وسيلة ليست غاية – مع الحركات الجهادية التي لا ترى العز إلا بتوحيد الله والقيام بأوامره وعلى رأسها الجهاد في سبيله تعالى, فرأيت أن تلك الثورات التي أظهرت عقيدة الطواغيت تغني بقوة عن مقالاتي الضعيفة المملة, إلا أنه قد فاجأني ظهور عقيدة [السلمية] التي غلبت الفطرة وأعطبت النخوة وعطلت الصحوة [الصحية] بل زاد الطين ألا يزال من يتبجح بالسؤال عن فوائد الجهاد والغزوات المباركة ضد رؤوس الكفر العالمي فساقني قلمي للشروع في استكمال سلسلة مشاهد وأنماط في صورة أجزاء وحلقات تحت عنوان [أولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان]. فنقول:
أولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان: [1]
1-  إن الذين يحكمون على أوامر الله من خلال النظر إلى مكتسباتها العاجلة  بالصحة أو الفساد فأولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان. انظروا إن شئتم قوله تعالى: [أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب]. قال الألوسي: [أي انتهى أمرهم من البلاء إلى حيث اضطروا إلى أن يَقُولَ الرَّسُولُ وهو أعلم الناس بما يليق به تعالى، وما تقتضيه حكمته، والمؤمنون المقتدون بآثاره، المهتدون بأنواره مَتى يأتي نَصْرُ اللَّهِ طلبا وتمنيا له، واستطالة لمدة الشدة - لا شكا وارتيابا-] روح المعاني (1/ 499)
2-  إن الذين يظنون أن الجهاد يقتصر على زيادة عدد قتلى العدو الصائل فأولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان, وانظروا إن شئتم قوله تعالى: [ قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من شاء], فإن لم يتحقق النصر بالعدد تحقق بالنكاية فيهم [ولو بالقليل] أو بشفاء الصدور أو بالتوبة. قال ابن عاشور: [وفي جعله جوابا وجزاء أن الله ضمن للمسلمين من تلك المقاتلة خمس فوائد تنحل إلى اثنتي عشرة إذ تشتمل كل فائدة منها على كرامة للمؤمنين وإهانة لهؤلاء المشركين وروعي في كل فائدة منها الغرض الأهم فصرح به وجعل ما عداه حاصلا بطريق الكناية.] التحرير والتنوير (10/ 135)
3-  إن الذين لا يعرفون أن قتل كافر واحد يحدث نكاية عظيمة في أهل الكفر إذ لا يؤمنون بقدر ولا يرجون من الله أجرا فهم لا يصبرون ويجزعون فيتقهقرون. فأولئك لا يعرفون حقيقة الإيمان, انظروا إن شئتم قوله تعالى: [ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله علكما حكيما]. قال الشوكاني: [ أي: ليس ما تجدونه من ألم الجراح ومزاولة القتال مختصا بكم، بل هو أمر مشترك بينكم وبينهم، فليسوا بأولى منكم بالصبر على حر القتال ومرارة الحرب، ومع ذلك فلكم عليهم مزية لا توجد فيهم، وهي: أنكم ترجون من الله من الأجر وعظيم الجزاء ما لا يرجونه لكفرهم وجحودهم، فأنتم أحق بالصبر منهم، وأولى بعدم الضعف منهم، فإن أنفسكم قوية، لأنها ترى الموت مغنما، وهم يرونه مغرما.] فتح القدير للشوكاني (1/ 589)
4-  إن الذين يقيسون برأيهم الفاسد مع النصوص الصريحة قائلين: أي مصلحة في قتل عشرات منهم ومئات منكم؟ فهؤلاء يجهلون: أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيح, فهؤلاء لا يعرفون حقيقة الإيمان, وقد سبق قوله تعالى: [قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ...] الآية يقول ابن عاشور التونسي: [ وفي جعله جوابا وجزاء أن الله ضمن للمسلمين من تلك المقاتلة خمس فوائد تنحل إلى اثنتي عشرة إذ تشتمل كل فائدة منها على كرامة للمؤمنين وإهانة لهؤلاء المشركين وروعي في كل فائدة منها الغرض الأهم فصرح به وجعل ما عداه حاصلا بطريق الكناية. الفائدة الأولى:  تعذيب المشركين بأيدي المسلمين وهذه إهانة للمشركين وكرامة للمسلمين.
الثانية: خزي المشركين وهو يستلزم عزة المسلمين.
الثالثة: نصر المسلمين، وهذه كرامة صريحة لهم وتستلزم هزيمة المشركين وهي إهانة لهم.
الرابعة: شفاء صدور فريق من المؤمنين، وهذه صريحة في شفاء صدور طائفة من المؤمنين وهم خزاعة، وتستلزم شفاء صدور المؤمنين كلهم، وتستلزم حرج صدور أعدائهم. فهذه ثلاث فوائد في فائدة.
الخامسة: إذهاب غيظ قلوب فريق من المؤمنين أو المؤمنين كلهم، وهذه تستلزم ذهاب غيظ بقية المؤمنين الذي تحملوه من إغاظة أحلامهم وتستلزم غيظ قلوب أعدائهم، فهذه ثلاث فوائد في فائدة. والتعذيب تعذيب القتل والجراحة. وأسند التعذيب إلى الله وجعلت أيدي المسلمين آلة له تشريفا للمسلمين. والإخزاء: الإذلال، وتقدم في البقرة. وهو هنا الإذلال بالأسر.] التحرير والتنوير (10/ 135)
ونسأل الله أن يتوب علينا من القعود وأن يهيئ لنا أمر رشد.
ـــــــــــــــ
وللمقال بقية إن شاء الله.

والحمد لله في الأولى والآخرة.
كتبه أبو صهيب الحنبلي.

السبت، 13 يوليو 2013

قراءة واقعية: عودة مرسي بأيد التيار الجهادي.

عودة مرسي بأيد التيار الجهادي.

باتت عودة مرسي محتملا قويا بل أنا أجزم بها. كيف لا؟
الأحداث كلها تتجه في كفة التيار الجهادي ... سائل سيقطع تسلسل المقال فيقول:
وماذا تقول في تلكم الجموع الغفيرة في الميادين والمحافظات وقد رابطت في الميادين؟
فأقول: نعم لهم تأثير لاشك – بل هم المحرك الأول - لكنهم ليسوا هم الكفة التي تضطر العلمانية إلى قرار  يهدم العلمانية كلها بعد أن صارت ثورة بمثابة ثورة التحرر من الدين [كثورة 19] وهي أكثر تحررا مما عاشوها أيام مبارك فإنه على كفره وردته المركبة إلا أنه كان يجعلأحيانا حدودا لهم خشية التآمر عليه فكان يكبح جماحهم إذا ما خرجوا عن عبوديته وآل بيته وما حادثة إبراهيم عيسى معه وهالة سرحان مع سوزان عنكم ببعيد.
ضف على ذلك: أن هذه الجموع الغفيرة كان مثلها وزيادة قبل البيان ورغم ذلك حدث الانقلاب وانقطعت سبل الإعلام حتى الجزيرة على قوتها – مع اعتبار أني لا أنفي كونها مؤثرة -. كما أنها تعبث في غرف السلمية ولازالت. بل زد أنها لا تقلق أحدا أصلا وذلك أنها:
1-     لا تعبث بالمنشآت.
2-     لا تضر بالمواطنين ولا تؤذيهم.
3-     لا تقطع الطرقات.
4-     لا ترفع السلاح.
5-     لا تتوعد إلا بالطرق القانونية الوضعية [صنم العجوة الذي يصنعه المشركون]
ولذلك نصح طواغيت العالم بسرعة القيام بانتخابات مبكرة, وتلك نصيحة خبيثة فإن الانتخابات المبكرة تعمل على تمرير ذلك الخطأ القانوني – الانقلاب العسكري – وإشغال الناس وهم بطبيعتهم ذوي نفس قصير جدا ويبررون ذلك بمبررات نفعية.
إذن ما الذي جدَّ؟
1-     الخطاب الجماعي الحاد الذي انتشر على ألسنة الشباب الإسلامي.
2-     الكفر الجماعي بالديموقراطية – مصيدة الإسلاميين – الذي ظهر على ألسنة كثير من الشباب الإسلامي.
3-     قيام جماعة مسلحة بضرب خمسة كمائن شرطة في بضعة ساعات وقتل بعض الجنود وتوجيه صواريخ تجاه مبنى المخابرات المصرية بسيناء [كما يقال].
4-     كذلك ما ينسب لجماعة مسلحة من تفجير لمخزن أسلحة بضبعة في مطروح.
5-     الترحيب بهذه الأعمال من قبل كثير ممن كانوا لا يرون هذا ويعتبروه عنفا وحراما من الشباب الإسلامي مما يعتبر تغييرا جذريا للتوجه الجهادي.
والسؤال هنا: ما الذي يضير القوات المسلحة جراء هذا أليس ذلك يعطيهم مبررا لاعتقال الإسلاميين؟
نقول صحيح يعطيهم مبررا لذلك إلا أن مفسدة هذا صارت أكبر خاصة بعد الشحنات الزائدة التي اكتسبها الإسلاميون وغباء السيسي في غلق القنوات الدينية والتي كان تركها مفتوحة أفضل للعلمانيين. [ولدي أسبابا ليس هذا وقتها]. وسنذكر بعضا مما يدلل على أن رجوع مرسي أقل مفسدة على العلمانيين [بكثيــــــــر] من خلعه:
1-     الحالة العارمة من الشحن وظهور خطاب الجهاد تقوي من شعبية التيار الجهادي الذي لا يؤمن بالحدود الجغرافية مما يؤلب بل يفسد الخطط الصهيوصليبية ويحرج عملاء السلاطين وفقهاء المارينز الذي انفق عليهم الملايين في تربيتهم.
2-     فقدان الجيش شعبيته وهذا ظاهر جدااا بل صار الناس الآن آخرهم رجل منذ دقائق على قناة [اليرموك]  أخذ يسب الجيش ويقول أنا لن أجعل ابني يدخل الجيش فهذا ليس جيشا لنا. وهذا كاف وحده لأن يجعل مصر أرضا خصبة للتيار الجهادي في إعلان الجهاد الكامل في مصر.
3-     أن أمريكا ليس في مقدورها المواجهة في شتى البقاع – وهذا سبب عدم دخولها سوريا – بل تكتفي بالتمويل وتحصر المعتدلين بالديموقراطية وتضرب الجهاديين بالمعتدلين كما فعلوا قبل ذلك إذ تقرب مرسي إلى إسرائيل وأمريكا بقتل إخوة ومطاردة أخرين فضلا عن حكم القاضي الصليبي على أربعة عشر أخا بالإعدام من دون دليل شرعي أو وضعي.
4-     أن إعلان الجهاد في مصر سيكون بوابة جهنم فتحت في وجوه سائر الصليبيين والصهاينة خاصة بعد اشتعال الحماسة التونسية – للتيار السلفي الجهادي هناك بعد تقصدهم بالقتل سلمهم الله – وكذا الخبرة القتالية الليبية أدامها الله عليهم – وكذا أسود جبهة النصرة في سوريا – وصقور دولة العراق وإذا ذكرتهم فكبر فرحا وسرورا – وزد نمور مالي أهل البسالة والصبر – ولا تزال أسود المغرب تنتظر الخروج من عرينها – فهنا تقوم قائمة الإسلام ولن تقعد أبدا. [رب اجعلنا من جنودها].
5-     أن هذا الطريق سيخرج الإسلاميين من المصيدة وسيجعل العلمانيين لقمة سائغة في أيد الإسلاميين فينتقمون من الباقي وسيهرب الأكثرون فتترك مصر للإسلاميين دونما قانون يحكمهم أو ديمقراطية تقيدهم.
فإن قيل كيف يكون رجوعه بعد ذلك الانقلاب؟
1-     لابد لكل شيء من مقدمات فتبدأ من دول الحرية عن طريق الجرائد المشهورة إن مرسي معه الشرعية.
2-     يعرب الرئيس الأمريكي عن قلقه مع الاتحاد الأوربي.
3-     يزداد الإسلاميون حماسة وينادون بالديموقراطية ويتعلقون بآمال من المشركين والصليبيين ويظن أحسنهم أنه استطاع بصبره أن يضطر أمريكا ودول الغرب أن تعترف بمطالبهم [والله أكبر الله أكبر].
4-     يبدأ الإعلاميون العلمانيون بأوامر من [ماما أمريكا] ببث شيء أو لقطات من الميدان كأنها قامت فجأة مع التعليق عليها شيئا فشيئا بحيث يذهب بريقها وكأنهم مخربين حريصين على الحكم. [وهذا هام جدا في التسلسل حتى يظهر العلمانيون أنهم يتنازلون لأجل مصر وأنهم يخضعون لإرادة الشعب].
5-     فائدة: بعد أن كتبت العنصر الرابع ذكر لي أخي أن السي إن إن تقول إن مؤيدين مرسي ثلاثون مليونا. [فانتبهوا].
6-     محاولة لإعادة الحوار مع الإخوان وربما يكون بزج حزب النور للتفاوض فيظن حزب النور أنه صار مهما والحق أن هذا مطلوب للبريستيج العسكري العلماني. وطبيعي الإخوان سترفض إلا عودة مرسي رئيسا كما هو [وليس أمامهم إلا هذا].
7-     يتبقى دور بابا العلمانيين البرادعي [البوب ترجمتها الأنبا أو البابا] فيدعو إلى إكمال الثورة [العجوة] وذلك كله ليس إلا لتخفيض التنازلات ومعروف مذهب الإخوان في التنازلات.
8-     يتم الإفساح شيئا فشيئا لمظاهرة الإسلاميين ومن ذلك ربما إرجاع القنوات الإسلامية شيئا فشيئا وكأنهم فعلوها تحت ضغط. وتسليط الضوء عليها فيأتي بعض الليبراليين يقول كلاما يساند فيه الإخوان وأن وضعهم قانوني صحيح.
9-     ثم ترجع المفاوضات والتي عقبها سيتم إخلاء سبيل القادة وسيظهر الإخوان كأنهم المنتصرون في محاولة مسلسلة لتجنب الجماعة الإسلامية المشهد بعد أن تركوه لهم تقريبا في خضم الحدث وربما تتأخر قليلا.
10-   سأدمج عناصر في العاشر: ثم يتم الاتفاق على رجوع مرسي مع التفاوض على عزل السيسي [كده وكده أو تحويله لقضاء شامخ]. في حين تقليل الصلاحيات وعدم أخونة الدولة واختيار حكومة مختلطة وتقسيم الوزارات بين الأحزاب العلمانية والتسلسل الباقي تعرفونه الناس ستفرح بالنصر المزعوم ثم تصدم بالصلاحيات مع تهميش دور الجماعة الإسلامية خاصة في الإعلام [مصر25] على المدى الطويل وتفاخر الإخوان بذلك النصر وكأنهم هم الوحيدون المتسببون في ذلك ثم يعود الحكم الديموقراطي قائلا: سأقود الحملة الأمنية على سيناء بنفسي الرسائل المطمئنة لقتلة الشعب بالمسلم بفلسطين الترحيب بدين الشيعة المبغضين للإسلام ثم يتعرضون لإخوة التيار الجهادي مرة أخرى والتغني بالشهداء والتقرب إلى الأمريكان والصليبيين والصهاينة. [ولا أظن الإخوة ستقرع الكأس مرة أخرى فقد فهموا اللعبة جيدا في ظني حفظهم الله من كل شر].
خاتمة:
شيوخ التيار الجهادي في مصر كمحمد الظواهري وأحمد عشوش ارتأوا بعض تلك التفاصيل وذلك يظهر في بياناتهم فهي جامعة بين أنهم مستعدون للاعتداء وبين أنهم ليسوا طرفا في تلك المعارك بين الديموقراطيين والعلمانيين وذلك أنهم دائما هم الضحية, ولعل هذا يظهر لمن تضجر من بياناتهم التي كانت على غير المتوقع وأنهم فهموا المسلسل وخشوا على أرواح الإخوة التي قد تذهب هدرا.
والحمد لله في الأولى والآخرة.


الخميس، 11 أبريل 2013

براءة الشيخ سيد قطب

براءة الشيخ سيد قطب مما كتبه قبل [ظلال القرآن] ومنهم [العدالة الاجتماعية] 

رسالة بخط الأستاذ محمد قطب حفظه الله يوضّح فيها الكتب التي نصح الأستاذ سيد قطب رحمه الله بعدم قراءتها، وهي ما كتبه قبل كتاب "في ظلال القرآن"، ومنها كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام".
((يرجى النشر والمشاركة للأهميّة))

النص:

الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتني عن كتاب " العدالة الاجتماعية " فأخبرك أن هذا أول كتاب ألفه بعد أن كانت اهتماماته في السابق متجهة إلى الأدب والنقد الأدبي وهذا الكتاب لا يمثل فكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قدماً في الإسلام . وهو لم يوصِ بقراءته إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي الظلال ( وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشرة الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرص على أن يودعها فكره كله ) معالم في الطريق ( ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة ) و"هذا الدين" "والمستقبل" "لهذا الدين" ، "خصائص التصور الإسلامي" ، ومقومات التصور الإسلامي ( وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته ) "والإسلام ومشكلات الحضارة" ، أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها " العدالة الاجتماعية ".
أما كتاب "لماذا أعدموني " فهو ليس كتاب إنما هو محاضر التحقيق التي أجريت معه في السجن الحربي ، حذفت منها الأسئلة التي وجهها إليه المحقق وبقيت الأجوبة ، وقد استخرجها محمد حسنين هيكل من ملفات السجن وباعها لجريدة الشرق الأوسط فنشرتها في جريدة المسلمون مجزأة ثم نشرتها في صورة كتاب ، ولما كنا لم نطلع على أصولها فلا نستطيع أن نحكم على مدى صحتها ومن المؤكد أنهم حذفوا منها ما يختص بالتعذيب (وقد اعترفت الجريدة بذلك) أما الباقي فيحتمل صدوره عنه ولكن لا يمكن القطع بذلك وفضلاً عن ذلك فهذه التحقيقات كلها كانت تجري في ظل التعذيب .
هذا جواب ما سألتني عنه . وبالله التوفيق .

محمد قطب

المصدر: صفحة التوحيد*قسم طلب العلم* [جزاهم الله خيرا]
وقد دلنا عليها الأخ محب الخير جعل الله له من اسمه نصيبا.
والحمد لله في الأولى والآخرة.

الأربعاء، 10 أبريل 2013

نظرة فاحصة لمعالم إعلان بيعة جبهة النصرة للشيخ الظواهري.



نظرة فاحصة لمعالم كلمات  ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﻮﻻﻧﻲ
المسئول ﺍﻟﻌﺎﻡ لـــــــجبهة ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ.

الحمد لله وحده:
تطايرت أقلام الحريصين, كلٌ يبُتُّ برأيه في إعلان الدولة الإسلامية وما عقبها من إصدار صوتي للشيخ الجولاني يؤكد فيه بيعته للشيخ أيمن الظواهري فكان الناس فيه على ثلاثة أقوال:
1- قول: يجتهد في تبيان الخطأ الإعلامي الحادث من جهتي دولة العراق وجبهة النصرة.
2-  قول: يجتهد في الرد والذب عن المجاهدين.
3- قول: يجتهد في تهدئة الإخوة بترك الفتنة وكنت أقول بقولهم حتى رأيت الشبه والصيحات تتعالى حتى والله شككت في بعضها إنها تريد بالمجاهدين سوءا, فعزمت على تبيان وجهة الإعلان من حيث النظر والاحتمال.
وسيكون الرد بوضع الجملة التامة المعنى والاستفادة مما يحويها ويتضمنها من ردود ومعان صالحة لرد الظنون والتخرصات المعادية. بإذن الله تعالى.
يقول الشيخ الجولاني في المادة الصوتية:

[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
أيها المسلمون في كل مكان ، قيادات الحركات الجهادية قيادات الفصائل المسلحة ، أهل الشام ، أبناء جبهة النصرة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته] .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ في قوله بعد الثناء ما يلي:
1- ابتداؤه بالسلام, مع ترتيب المخاطبين, المسلمون جميعا ثم قيادات الجهاد ثم أهل الشام ثم أبناء الجبهة, وهذا له دلالة هامة في لغة الخطاب عامة وما يتضمنه وغايته ونتائجه.
2- دلالة توجيه الخطاب فيها مراعاة أن جبهة النصرة لا تقتصر بدعوتها القتالية على المؤيدين أو المناصرين من ذي قبل بل هي تدعو المسلمين عامة وأهل الشام خاصة وكذلك طمأنة كافة القيادات العسكرية والفصائل الأخرى.
3- على ما سبق لابد أن يكون الخطاب مستوعبا لكافة المخاطبين من حيث التخوفات المستقبلية من جهة والاتفاقات الضمنية العرفية الحالية من جهة أخرى. وهذا ضروري جدا في الخطاب وإلا صار خطابا قاصرا.
ـــــــــــــ
قال الجولاني:
[قال الحق جل في علاه { ألم ، أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }
ـــــــــــ
التعقيب:
استفتاحه بتلكم الآية كأنه يشير إلى:
1-    البلاء الذي حل بالديار عموما.
2-    أننا في خضم فتنة يمتحن الله بها الناس خصوصا المناصرين ليعلم الله الصادق من الكاذب. وكأنه يحث على الثبات في الفتن والمحن.
3-    وتفصيل ذلك: أنه قد يتعرض للخصومة من قبل بعض الفصائل وإساءات الظنون وما يجره من استغلال الخصوم لهذا الخبر وأنه يجب عليه وسائر قادة الجبهة ومن ينصرونهم بغية مرضاة الله أن يصبروا حتى ينجوا من تلكم الفتنة.
ـــــــ
يقول الجولاني:
[لقد دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله وذُكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الاسلامية ثم أعلن فيه الغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة واستبدالهما باسم واحد الدولة الاسلامية في العراق والشام]
ـــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ في تلكم الجملة ما يلي:
1-    بيان متابعته لردود أفعال الناس عموما – وهذا ضروري لاشك - وقد خرج الإصدار سريعا رغم أن مثل هكذا أمور من حيث الصياغة والاتفاق على المضمون بين شورى الجبهة قد يأخذ وقتا, خاصة مع الاعتبارات التي سبق الإشارة إليها وسيأتي تفصيل ذلك.
2-    وصف الإصدار المنتشر على لسان الشيخ أبي بكر البغدادي [بالمنسوب] لوضع احتمالية – حتى إن كانت مرجوحة – أن يكون الإصدار مكذوبا, من حيث تقليد الصوت أو نشره من قبل مدسوسين بين أبناء التيار.
3-    اقتصاره على أهم نقطة وركيزة في الخطاب المنسوب للشيخ البغدادي [إلغاء اسم جبهة النصرة ودولة العراق واستبدالهما باسم الدولة الإسلامية] فهو يعلم أن السامع لم يشغل باله سوى تلك المسألة الركيزة.
4-    توضيح سبب رده وإصداره لمن لم يكن قد سمع الخبر سواء بتغافل أو بانشغال.
ـــــــــــــــــــ
قال الجولاني:
[لذا نحيط الناس علما أن قيادات الجبهة ومجلس شورتها والعبد الفقير المسئول العام لجبهة النصرة لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة فإننا لم نُستشر ولم نُستأمر ، وأقول بالله مستعينا]
ــــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ في ذلك ما يلي:
1- ابتدأ – بعد المقدمة الضرورية – بتوضيح موقف الجبهة من قيادات ومجلس شورى والمسئول العام.
2- وما سبق إنما من جنس التبرئة لما قد ينسب إلى الجبهة من تواطؤ على ذلك من غير إعلان وإخبار لبقية الفصائل المتعاونين معها فيظن بالجبهة الظنون خاصة وأن كثيرا من الفصائل صارت تثق فيهم وكذلك وعامة الشعب السوري المنتفض.
3- غلق الباب على القنوات العلمانية والصهيوصليبية من أمثال الجزيرة والسي إن إن والعربية والقنوات الصفوية كالمنار والسورية من استغلال الخبر وإظهارهم في مظهر المخادعين للفصائل والشعب السوري.
4- يقول: [فإننا لم نُستشر ولم نستأمر] أي لم يأخذ بمشورتنا أحد في هذا فضلا عن أن نكون قد اتفقنا عليه, وكذلك لم نأخذ أوامر في ذلك حتى نطبقه ونظهره للناس.
5- ثم بدأ ذكر الحيثيات التي تمهد له الطريق في إعلان بيعته متضمنا الحرص على أن يجيب عما يخطر ببال شتى المخاطبين ويغلق الباب على سائر المخالفين.
ـــــــــــــــــ
يقول الجولاني:[وسنمر عليها سريعا]
[بعدما كُشفت بعض الأوراق أننا واكبنا جهاد العراق مذ مبدأه إلى حين عودتنا بعد الثورة السورية مع ما حصل لنا من انقطاع قدري إلا أننا قد اطلعنا على أغلب تفاصيل الأحداث الجسام التي مرت على مسيرة الجهاد في العراق واستخلصنا من تجربتنا هناك ما سر قلوب المؤمنين بأرض الشام تحت راية جبهة النصرة ]
ــــــــــــــ
التعليق:
1-  يكف الشيخ ألسنة أهل الجاهلية ويدرأ الفتن عن الصادقين فيبين أن جبهة النصرة لا تعرف القومية وأنها كانت تقاتل في العراق مذ ولادة الجهاد فيه.
2-  أنهم أهل جهاد وصبر ومثابرة استفادوا منها وحق لهم أن يجتهدوا فيما هم برزوا فيه فهم مع توحيدهم لله تعالى قد جاهدوا أعتى فصائل الكفر والردة.
3-  يشير باستفادته أن الإخلاص والجهاد وحسن الدعوة كان سر اجتماع القلوب حول المجاهدين فبذلوا جهدهم حتى صار ما نراه من حب الناس لجبهة النصرة.
ـــــــــــ
يقول الجولاني:
[وقد علم الله جل في علاه أنّا ما رأينا من إخواننا في العراق إلا الخير العظيم من الجود والكرم وحسن الإيواء وأن أفضالهم لا تعد ولا تحصى وهو دين لا يفارق أعناقنا ما حيينا
وما وددت الخروج من العراق قبل أن أرى رايات الإسلام تُرفع خفاقة عالية على أرض الرافدين لكن سرعة الأحداث بالشام حالت بيننا وبين ما نبتغي .
لقد تشرفت بصحبة العديد من أهل الصلاح بالعراق نحسبهم كذلك ، وفارقنا منهم الكثير فما يكاد يُذكر أحد أمامي إلا قلت تقبله الله ناهيكم عن عشرات بل مئات المهاجرين الذين قضوا نحبهم من الشاميين وغيرهم فداءا لإعلان كلمة الله تحت راية دولة العراق الإسلامية.
ــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ ما يلي:
1-    إنصاف إخوة العراق وحفظ قلوبهم بذكر مناقبهم وما يحفظه لهم من خير وفلاح.
2-  أنه لم يخرج من العراق إلا لحاجة ملحة وهي فتح باب من أبواب الخير والجهاد في الشام مع حبه للعراق وتمنيه أن ترفع الراية حينها, محاولا غلق الباب على من يعترض فيقول: لما خرج من العراق كعادة العاشقين للنقد المشعلين للفتن.
3-  استغلال الإصدار في الإعلان عن فضل مجاهدي العراق وبسالتهم وصبرهم على الخير وأنه يحبهم ويواليهم ولا ينسى فضلهم ولا حسن جوارهم, في محاولة صارخة لغلق أفواه المؤلبين بين الجبهتين [دولة العراق والجبهة].
4-  تذكير لطيف بأنهم مع ذلك وقفوا مع مجاهدي العراق قدر استطاعتهم حتى كانوا عشرات بل مئات هاجروا إلى تلك الدولة المباركة قاصدين إعلاء كلمة الله تعالى ولم يعرفوا ديموقراطية ولا قومية تثنيهم عن رفع الراية أينما كانت أقرب وأولى.
ـــــــــــــــــــ
يقول الجولاني:

[ثم شرفني الله عز وجل بالتعرف على الشيخ البغدادي ذلك الشيخ الجليل الذي وفى لأهل الشام حقهم ورد الدين مضاعفا ووافق على مشروع قد طرحناه إليه لنصرة أهلنا المستضعفين بأرض الشام ثم أردفنا بشطر مال الدولة رغم أيام العسرة التي كانت تمر بهم ثم وضع كامل ثقته بالعبد الفقير وخوّله بوضع السياسة والخطة وأردفه ببعض الإخوة وعلى قلتهم إلا أن الله عز وجل قد بارك فيهم وبجمعهم وبدأت الجبهة تخوض غمار الصعوبات شيئا فشيئا إلى أن منّ الله عز وجل علينا ورفرفت راية الجبهة عالية خفاقة ورفرفت معها قلوب المسلمين والمستضعفين وأصبحت الرقم الصعب الذي وازن معركة الأمة اليوم في هذه الأرض ، ومحطّ آمال المسلمين في العالم بأسره ]
ـــــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ في تلكم الجملة ما يلي:
1-  يشير الجولاني بقوله [ثم شرفني الله عز وجل بالتعرف على الشيخ ] إلى أن معرفته بالشيخ حفظه الله لم تكن مواكبة لبداية جهاده وذلك أن الشيخ البغدادي إنما بويع منذ ثلاثة سنوات فقط والتي كانت بعد مقتل الأمير أبي عمر ووزيره أبي حمزة المهاجر رحمة الله عليهما.
2-    حسن الإنصاف ورد الجميل للشيخ البغدادي بذكر مناقبه وجميل صنعه.
3-  أن مشروع جبهة النصرة من جيث التخطيط والسياسة وسائر تفاصيله من بنيات أفكار مجاهدو الشام – حفظهم الله -.
4-  لم يكن للجولاني أن ينسى فضل الشيخ البغدادي فذكر له صنيع عمله بتمويله للجبهة بنصف مال الدولة وبعض رجالها وإن كانوا قلة مع حاجتها وكروباتها.
ــــــــــــــــــــ
قال الجولاني:

[وقد أعلنا منذ بادئ الأمر أننا نصبوا لإعادة سلطان الله في أرضه ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه وما كنا نريد الاستعجال بالإعلان عن أمر لنا فيه أناة ، فمهام الدولة من تحكيم للشريعة وفض للخصومات والنزاعات والسعي لإحلال الأمن بين المسلمين وتأمين مستلزماتهم قائمة على قدم وساق في الأماكن المحررة رغم ما يشوبها من التقصير فقضية الإعلان لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر]
ــــــــــــــــ
التعقيب:
قلت: صدق وذلك أن العبرة بإقامة التوحيد وعلو كلمة الله تعالى قولا وفعلا وتلكم الأشياء من تحاكم لله وقتال لتكون كلمة الله هي العليا في ذلك تمام الإسلام الذي ابتعث الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم -
ـــــــــــــ
قال الجولاني:

[ثم إن دولة الإسلام في الشام تُبنى بسواعد الجميع دون اقصاء أي طرف أساسي ممن شاركنا الجهاد والقتال في الشام من الفصائل المجاهدة والشيوخ المعتبرين من أهل السنة واخواننا المهاجرين فضلا عن اقصاء قيادات جبهة النصرة وشورتها
ــــــــــــــــــ
التعقيب:
وهذا من تمام الإنصاف وليس كل من قاتل في سوريا من المؤيدين للدولة العراقية ولا للقاعدة وإنما ثمة فصائل مستقلة فيهم من الخير الكثير حتى لو كان ثمة خلافات فالأولى اعتبار الحال فلم يكن من الانصاف ولا من الحنكة السياسية ولا العسكرية أن يهمل مشورة هؤلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجولاني:

[كما أن قضية تأجيل إعلان الإرتباط لم يكن لرقة في الدين أو خور قد أصاب رجال الجبهة وانما حكمة مستنيرة على أصول شرعية وتاريخ طويل وبذل جهد في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام والتي اتفق عليها أهل الحل والعقد في بلاد الشام من قيادات الجبهة وطلبة علمها ثم قيادات الفصائل الأخرى وطلبة علمهم ثم من يناصرنا من المشايخ الأفاضل وأهل الرأي والمشورة خارج البلاد .]
ــــــــــــــ
التعقيب:
وهذا رد على من يقول: لماذا لم تعلن جبهة النصرة انتمائها وأخذ ينفث بالشر بقصد أو من دونه, حتى شكك الكثير في انتمائها وشارك المخذِّلين من الغلاة والمخذولين الحط على هؤلاء الأشاوس, ولم يفرق بين إعلان الاسم وإعلان الراية بل هي الحزبية المقيتة ما الذي يهمنا أكثر من ذلك: [وقد أعلنا منذ بادئ الأمر أننا نصبوا لإعادة سلطان الله في أرضه ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه] والعجيب أنه لم ينتظر رأي أهل العلم والسياسة أمثال الشيخ الظواهري والبغدادي والمقدسي والخضير والفهد والعلوان. ثم راح ينتقد وكأنه في عصر الصديق – رضي الله عنه -.

إعلان البيعة:
قال الجولاني:

[وإني لأستجيب إذن لدعوة البغدادي حفظه الله بالارتقاء من الأدنى إلى الأعلى وأقول هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله فإننا نبايع على السمع والطاعة في المنشط والمكره والهجرة والجهاد وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرا بواحا لنا فيه من الله برهان ]
ــــــــــــــــــ
وهنا مسألتان:
الأولى: وهي مسألة قد طرحها بعض الحريصين هل كان الجولاني مبايعا للشيخ أبي بكر البغدادي ثم اختلع منها؟ لبيان هذا للناظر لابد من اعتبار حيثيات واقعية وهي:
أن الجولاني قد بايع الشيخ الظواهري مع انفكاك التنظيمين من حيث البيعة أعني تنظيمي القاعدة ودولة العراق الإسلامية, فإن كان قد بايع الشيخ البغدادي فكيف يبايع الشيخ الظواهري؟
والجواب: إن كان يفهم من كونه جاهدَ في صف الدولة بالعراق أنه لابد أن يكون مبايعا فهو كذلك وإن كان لا يشترط فهنا بقي الأمر على الأصل وهو عدم مبايعته وبالتالي عدم اختلاعه منها.
قلت: وتحرير ذلك على وجهين:
** إن كان يفهم من ذلك ضرورة مبايعة الشيخ البغدادي من قبل فهي من جهتين:
1- فإما بيعته كانت مشروطة أو مقيدة حال بقائه في العراق أو قتاله تحت رايته ثم أذن له بعد ذلك.
2- أو أنه لم يجدد البيعة للشيخ أبي بكر وكان مبايعا حينها للشيخ أبي عمر البغدادي خاصة مع تقارب ولاية الشيخ أبي بكر مع اندلاع الثورة السورية.
والوجه الثاني: ألا يلزم من ذلك ضرورة مبايعة الشيخ أبي بكر البغدادي, وحينها يكون الأمر على أصله ولا يقال إنه اختلع من الإمارة وقد يترجح هذا القول لعدة أمور:
1- وهو أقواها: أنه قال: [هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله] ولم نقل نبايع بل أعلن تجديدها.
2- أنه لا مناقضة في أن يقاتل في صفوف دولة العراق مع مبايعته للشيخ أيمن الظواهري عموما بإذن منه, وتكون طاعة الشيخ البغدادي مقيدة بالميقات المكاني والزماني.
3- إن كان سينزع بيعته فلا يتصور أن ينزعها سائر أعضاء الجبهة وشيوخها كما أن هذا لا يرضاه سائر المناصرين فضلا عن الشيخ الظواهري نفسه فضلا عن خصومة سلمية مع أمير دولة العراق وأن هذا مناقض لكافة السياسات الشرعية والعقلية مع ما نشهد به لرجاحة عقله وحسن تدبيره.
4- إن كان الشيخ الجولاني وشورى النصرة يخشون إعلان الانتساب للدولة العراقية فالانتساب للقاعدة أكثر ضررا وبأسا من حيث النظرة الواقعية المجردة فأقل ما يقال: إن قتال الدولة العراقية له مبرر عند كثير من العامة.
5- أن الأصل في المسلم السلامة وأهل الثغور أولى بتلك القاعدة مع اعتبار أنه مع تزاحم الظنون وجب ردها إلى الأحسن, مع عدم استيقاننا بالسوء واستيقاننا بحسن وصلاح الجبهة وعلو راية التوحيد فيها والله حسيبهم.
وأما المسألة الثانية: لماذا أعلن الجولاني البيعة الآن إن كان فيها مضرة أو مخالفة للحنكة السياسية؟
والجواب من وجوه:
1- أنه لابد من مواكبة الأحداث فأما السكوت فيعني مفسدة أكبر من الحديث فيترك المجال للكذابين والمخذلين والإعلام الصهيوصليبي.
2- أن الإعلان عن الدولة الإسلامية كان ظاهرا معلنا يعلمه القاصي والداني من المتابعين.
3- أنه صار في موطن إما أن يعلن فيه البيعة أو أنه ينفي انتمائه وبالتالي تفتح عليه ألسنة المتحذلقين وفقهاء القاعدين.
ــــــــــــــ
يقول الجولاني:

[وستبقى راية الجبهة كما هي لا يُغير فيها شيء رغم اعتزازنا براية الدولة ومن حملها ومن ضحى وبذل دمه من إخواننا تحت لواءها ]
ـــــــــ
التعقيب:
يجمع الجولاني بين حفظ مقام الشيخ وبين إعلان بيعته للشيخ الظواهري وبين طمأنة الناس وحفظ قلوب ومقام مجاهدي العراق حفظهم الله وموالاته لهم.
ــــــــــــــــــــ

طمأنة الشعب والفصائل:

قال الجولاني:
[ونطمئن أهلنا في الشام أن ما رأيتموه من الجبهة من ذودها عن دينكم وأعراضكم ودماءكم وحسن خلقها معكم ومع الجماعات المقاتلة ستبقى كما عهدتموها وأن اعلان البيعة لن يغير شيء في سياستها
اللهم اجمع كلمتنا على الحق والهدى آمين آمين والحمد لله رب العالمين
خادم المسلمين المسؤول العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني]
ـــــــــــ
التعقيب:
يلاحظ ما يلي:
1- طمأنة واضحة لعموم الشعب السوري بألفاظ واضحة رقيقة ظاهرة [أهلنا] و [ حفظ الدين والأعراض والدماء وحسن الخلق]
2- طمأنة سائر الجماعات المقاتلة من كونها لا تقاتلهم ولن تخلف معهم موعدا وعدتهم به الجبهة.
3- اختتم بالدعاء بالاجتماع على الحق والهدى في إشارة إلى أن هذه هي غايتهم الاجتماع على الحق المستبين, ثم وقع بوصفه خادما للمسلمين ليس مستعلٍ عليهم ولا مريدا بهم شرا.
ــــــــــــ
وأخيرا: أسأل الله أن يجعل قلوبنا سليمة وألسنتنا وايدينا عاملة لنصرة أهلنا في شتى بقاع الأرض وأن يستعملنا في إقامة دينه لا فتنة خلقه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.