الأخبار

السبت، 13 يوليو 2013

قراءة واقعية: عودة مرسي بأيد التيار الجهادي.

عودة مرسي بأيد التيار الجهادي.

باتت عودة مرسي محتملا قويا بل أنا أجزم بها. كيف لا؟
الأحداث كلها تتجه في كفة التيار الجهادي ... سائل سيقطع تسلسل المقال فيقول:
وماذا تقول في تلكم الجموع الغفيرة في الميادين والمحافظات وقد رابطت في الميادين؟
فأقول: نعم لهم تأثير لاشك – بل هم المحرك الأول - لكنهم ليسوا هم الكفة التي تضطر العلمانية إلى قرار  يهدم العلمانية كلها بعد أن صارت ثورة بمثابة ثورة التحرر من الدين [كثورة 19] وهي أكثر تحررا مما عاشوها أيام مبارك فإنه على كفره وردته المركبة إلا أنه كان يجعلأحيانا حدودا لهم خشية التآمر عليه فكان يكبح جماحهم إذا ما خرجوا عن عبوديته وآل بيته وما حادثة إبراهيم عيسى معه وهالة سرحان مع سوزان عنكم ببعيد.
ضف على ذلك: أن هذه الجموع الغفيرة كان مثلها وزيادة قبل البيان ورغم ذلك حدث الانقلاب وانقطعت سبل الإعلام حتى الجزيرة على قوتها – مع اعتبار أني لا أنفي كونها مؤثرة -. كما أنها تعبث في غرف السلمية ولازالت. بل زد أنها لا تقلق أحدا أصلا وذلك أنها:
1-     لا تعبث بالمنشآت.
2-     لا تضر بالمواطنين ولا تؤذيهم.
3-     لا تقطع الطرقات.
4-     لا ترفع السلاح.
5-     لا تتوعد إلا بالطرق القانونية الوضعية [صنم العجوة الذي يصنعه المشركون]
ولذلك نصح طواغيت العالم بسرعة القيام بانتخابات مبكرة, وتلك نصيحة خبيثة فإن الانتخابات المبكرة تعمل على تمرير ذلك الخطأ القانوني – الانقلاب العسكري – وإشغال الناس وهم بطبيعتهم ذوي نفس قصير جدا ويبررون ذلك بمبررات نفعية.
إذن ما الذي جدَّ؟
1-     الخطاب الجماعي الحاد الذي انتشر على ألسنة الشباب الإسلامي.
2-     الكفر الجماعي بالديموقراطية – مصيدة الإسلاميين – الذي ظهر على ألسنة كثير من الشباب الإسلامي.
3-     قيام جماعة مسلحة بضرب خمسة كمائن شرطة في بضعة ساعات وقتل بعض الجنود وتوجيه صواريخ تجاه مبنى المخابرات المصرية بسيناء [كما يقال].
4-     كذلك ما ينسب لجماعة مسلحة من تفجير لمخزن أسلحة بضبعة في مطروح.
5-     الترحيب بهذه الأعمال من قبل كثير ممن كانوا لا يرون هذا ويعتبروه عنفا وحراما من الشباب الإسلامي مما يعتبر تغييرا جذريا للتوجه الجهادي.
والسؤال هنا: ما الذي يضير القوات المسلحة جراء هذا أليس ذلك يعطيهم مبررا لاعتقال الإسلاميين؟
نقول صحيح يعطيهم مبررا لذلك إلا أن مفسدة هذا صارت أكبر خاصة بعد الشحنات الزائدة التي اكتسبها الإسلاميون وغباء السيسي في غلق القنوات الدينية والتي كان تركها مفتوحة أفضل للعلمانيين. [ولدي أسبابا ليس هذا وقتها]. وسنذكر بعضا مما يدلل على أن رجوع مرسي أقل مفسدة على العلمانيين [بكثيــــــــر] من خلعه:
1-     الحالة العارمة من الشحن وظهور خطاب الجهاد تقوي من شعبية التيار الجهادي الذي لا يؤمن بالحدود الجغرافية مما يؤلب بل يفسد الخطط الصهيوصليبية ويحرج عملاء السلاطين وفقهاء المارينز الذي انفق عليهم الملايين في تربيتهم.
2-     فقدان الجيش شعبيته وهذا ظاهر جدااا بل صار الناس الآن آخرهم رجل منذ دقائق على قناة [اليرموك]  أخذ يسب الجيش ويقول أنا لن أجعل ابني يدخل الجيش فهذا ليس جيشا لنا. وهذا كاف وحده لأن يجعل مصر أرضا خصبة للتيار الجهادي في إعلان الجهاد الكامل في مصر.
3-     أن أمريكا ليس في مقدورها المواجهة في شتى البقاع – وهذا سبب عدم دخولها سوريا – بل تكتفي بالتمويل وتحصر المعتدلين بالديموقراطية وتضرب الجهاديين بالمعتدلين كما فعلوا قبل ذلك إذ تقرب مرسي إلى إسرائيل وأمريكا بقتل إخوة ومطاردة أخرين فضلا عن حكم القاضي الصليبي على أربعة عشر أخا بالإعدام من دون دليل شرعي أو وضعي.
4-     أن إعلان الجهاد في مصر سيكون بوابة جهنم فتحت في وجوه سائر الصليبيين والصهاينة خاصة بعد اشتعال الحماسة التونسية – للتيار السلفي الجهادي هناك بعد تقصدهم بالقتل سلمهم الله – وكذا الخبرة القتالية الليبية أدامها الله عليهم – وكذا أسود جبهة النصرة في سوريا – وصقور دولة العراق وإذا ذكرتهم فكبر فرحا وسرورا – وزد نمور مالي أهل البسالة والصبر – ولا تزال أسود المغرب تنتظر الخروج من عرينها – فهنا تقوم قائمة الإسلام ولن تقعد أبدا. [رب اجعلنا من جنودها].
5-     أن هذا الطريق سيخرج الإسلاميين من المصيدة وسيجعل العلمانيين لقمة سائغة في أيد الإسلاميين فينتقمون من الباقي وسيهرب الأكثرون فتترك مصر للإسلاميين دونما قانون يحكمهم أو ديمقراطية تقيدهم.
فإن قيل كيف يكون رجوعه بعد ذلك الانقلاب؟
1-     لابد لكل شيء من مقدمات فتبدأ من دول الحرية عن طريق الجرائد المشهورة إن مرسي معه الشرعية.
2-     يعرب الرئيس الأمريكي عن قلقه مع الاتحاد الأوربي.
3-     يزداد الإسلاميون حماسة وينادون بالديموقراطية ويتعلقون بآمال من المشركين والصليبيين ويظن أحسنهم أنه استطاع بصبره أن يضطر أمريكا ودول الغرب أن تعترف بمطالبهم [والله أكبر الله أكبر].
4-     يبدأ الإعلاميون العلمانيون بأوامر من [ماما أمريكا] ببث شيء أو لقطات من الميدان كأنها قامت فجأة مع التعليق عليها شيئا فشيئا بحيث يذهب بريقها وكأنهم مخربين حريصين على الحكم. [وهذا هام جدا في التسلسل حتى يظهر العلمانيون أنهم يتنازلون لأجل مصر وأنهم يخضعون لإرادة الشعب].
5-     فائدة: بعد أن كتبت العنصر الرابع ذكر لي أخي أن السي إن إن تقول إن مؤيدين مرسي ثلاثون مليونا. [فانتبهوا].
6-     محاولة لإعادة الحوار مع الإخوان وربما يكون بزج حزب النور للتفاوض فيظن حزب النور أنه صار مهما والحق أن هذا مطلوب للبريستيج العسكري العلماني. وطبيعي الإخوان سترفض إلا عودة مرسي رئيسا كما هو [وليس أمامهم إلا هذا].
7-     يتبقى دور بابا العلمانيين البرادعي [البوب ترجمتها الأنبا أو البابا] فيدعو إلى إكمال الثورة [العجوة] وذلك كله ليس إلا لتخفيض التنازلات ومعروف مذهب الإخوان في التنازلات.
8-     يتم الإفساح شيئا فشيئا لمظاهرة الإسلاميين ومن ذلك ربما إرجاع القنوات الإسلامية شيئا فشيئا وكأنهم فعلوها تحت ضغط. وتسليط الضوء عليها فيأتي بعض الليبراليين يقول كلاما يساند فيه الإخوان وأن وضعهم قانوني صحيح.
9-     ثم ترجع المفاوضات والتي عقبها سيتم إخلاء سبيل القادة وسيظهر الإخوان كأنهم المنتصرون في محاولة مسلسلة لتجنب الجماعة الإسلامية المشهد بعد أن تركوه لهم تقريبا في خضم الحدث وربما تتأخر قليلا.
10-   سأدمج عناصر في العاشر: ثم يتم الاتفاق على رجوع مرسي مع التفاوض على عزل السيسي [كده وكده أو تحويله لقضاء شامخ]. في حين تقليل الصلاحيات وعدم أخونة الدولة واختيار حكومة مختلطة وتقسيم الوزارات بين الأحزاب العلمانية والتسلسل الباقي تعرفونه الناس ستفرح بالنصر المزعوم ثم تصدم بالصلاحيات مع تهميش دور الجماعة الإسلامية خاصة في الإعلام [مصر25] على المدى الطويل وتفاخر الإخوان بذلك النصر وكأنهم هم الوحيدون المتسببون في ذلك ثم يعود الحكم الديموقراطي قائلا: سأقود الحملة الأمنية على سيناء بنفسي الرسائل المطمئنة لقتلة الشعب بالمسلم بفلسطين الترحيب بدين الشيعة المبغضين للإسلام ثم يتعرضون لإخوة التيار الجهادي مرة أخرى والتغني بالشهداء والتقرب إلى الأمريكان والصليبيين والصهاينة. [ولا أظن الإخوة ستقرع الكأس مرة أخرى فقد فهموا اللعبة جيدا في ظني حفظهم الله من كل شر].
خاتمة:
شيوخ التيار الجهادي في مصر كمحمد الظواهري وأحمد عشوش ارتأوا بعض تلك التفاصيل وذلك يظهر في بياناتهم فهي جامعة بين أنهم مستعدون للاعتداء وبين أنهم ليسوا طرفا في تلك المعارك بين الديموقراطيين والعلمانيين وذلك أنهم دائما هم الضحية, ولعل هذا يظهر لمن تضجر من بياناتهم التي كانت على غير المتوقع وأنهم فهموا المسلسل وخشوا على أرواح الإخوة التي قد تذهب هدرا.
والحمد لله في الأولى والآخرة.